حائرات بين السكوت أو الرضوخ.. قصة فتاة يمنية تنقذ ضحايا الابتزاز
حذرت ناشطة يمنية من مخاطر انتشار الابتزاز ضد النساء والفتيات في اليمن، ما دفع كثيرات للانتحار والهرب بسبب الخوف من تشويه السمعة وسطوة العنف الذكوري الذي قد يصل لحد التصفية بعد تلقينهن أفضع أساليب العقاب النفسي والأذى الجسدي.
فقد قررت أمة الله عبدالله إنشاء شبكة حماية رقمية تتيح للضحايا من النساء اليمنيات تقديم إفادات بتفاصيل عملية الابتزاز حال تعرضهن لأي اختراقات أو تهديدات تقود لكشف هوية المبتز، واتخاذ إجراءات قانونية رادعة بصورة رسمية مع التحفظ وضمان السرية التامة للمعلومات وبيانات الضحية.
وتعيش نحو 14 مليون امرأة في اليمن بين حربين، حرب تهدد حياتهن بنيران القصف والقنص والعنف، تفتك بروحهن بأهوال المرض والخوف والفقر والنزوح، وحرب أخرى يقودها جيوش السطو والابتزاز، تحاصرهن في المنصات الإلكترونية.
إلا أنهن لا يملكن سوى الاستسلام لذات المصير القاتم، حائرات بين خيارين أحلاهما مُرّ، إما السكوت أو الرضوخ لتهديدات المبتزين، جهلاً منهن بوجود جهات رقابية مختصة قادرة ضبط هؤلاء المبتزين وردعهم بقوانين صارمة.
وكشفت أمة الله عبدالله، رئيسة مبادرة "فور هير" "FOR HER" خلال حوارها مع وسائل اعلام عن تزايد ظاهرة الابتزاز على النساء والفتيات اليمنيات في الفترة الأخيرة، مما ألقى ظلالاً سلبية على حياتهن النفسية والاجتماعية بل على مستقبلهن وسلامة حياتهن أيضاً".
كما أكدت أهمية إطلاق حملات توعية بوسائل حمايتهن من التهديد والاستغلال وتعريفهن
بقواعد التعامل للحيلولة دون وقوعهن ضحايا على الشبكة العنكبوتية، مطالبة بضرورة سنّ قوانين وتشريعات تجرم الابتزاز بأي شكل.
وقالت إن الدافع الحقيقي وراء تدشين وإطلاق هذه المبادرة على منصات التواصل، هو من أجل التخفيف من الضغوط التي يتعرضن لها جراء الحرب والأزمات والتهديدات الرقمية الخبيثة، والتصدي لأي هجوم ضدهن لفظياً أو رقمياً أو على شكل تهديد يستهدف الاستغلال بكافة فئاته وآفاته، بهدف حمايتهن وتوعيتهن بأساليب التصدي لأية سلوكيات مستفزة أو حملات تشهير تستهدف تشويه السمعة.
كما أوضحت أمة الله أن "فور هير" مبادرة تطوعية "يقودها شباب تحمل رسائل إنسانية، تأسست خلال هذا العام قبل أشهر قليلة، وتسعى إلى نقل صوت المعاناة عبر إطلاق مبادرات وأنشطة ميدانية وحملات مساعدات مجتمعية داعمة للنساء المتضررات في مختلف مناطق الصراع الملتهب".
وبحسب أمة الله، تهدف فور هير "FOR HER" إلى نشر السلام والتعايش عبر حملات توعوية تطوعية تنتصر لقضايا المرأة، و"تقديم خدمات محفزة ومشجعة وإقامة دورات لتمكينهن بالتعاون مع منظمات محلية ودولية وحقوق الإنسان".
وقالت إنه وخلال وقت قصير، استطاعت المبادرة "تنفيذ حملات مجتمعية تضمنت توزيع كسوة العيد للأسر الفقيرة والنازحة في مخيم الصافية بتعز، وحملات ضد الابتزاز، عبر مواقع التواصل للتوعية بمخاطر الابتزاز وأسبابه وأنواعه وطرق المعالجة".
وأشارت أمة الله إلى أن المبادرة تأسست بجهد تطوعية ذاتية، ولا تزال مستمرة من دون وجود أي دعم مادي، وتسعى لمناصرة المرأة وتحفيزها للانخراط بسوق العمل.
ووجهت أمة الله حملاتها في التعريف عن مخاطر الابتزاز، فقالت إن "الابتزاز المادي هو الرائج حيث يهدد الأشخاص الضحايا بصور أو فيديو خاص بهن لاستغلالهن مادياً، أو التسلل لحساباتهن الاجتماعية لسرقة البيانات الهامة لابتزازهن بتلك المعلومات مقابل مبالغ مالية".
وتناولت خطر الابتزاز الإلكتروني وهو محاولة شخص أو أكثر الإيقاع بامرأة من خلال نشر صور أو محادثات أو لقطات فيديو ونحوها لتلك الضحية والتي تكون في الغالب أفصحت عن تلك المعلومات أو الصور في شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة على وجه الخصوص دون أن تدرك نوايا الطرف المبتز.
كما حرصت أمة الله على تقديم قواعد وسلوكيات لتجنب الوقوع كضحية ابتزاز.
وأمة الله عبدالله ناشطة مجتمعية ومتطوعة أطلقت حملات عديدة للتوعية حول السلام والعنف، وعضوة ملتقى مبادرات "الشمايتين" وعضوة مبادرة "يمن بيس"، ولديها دورات ومشاركات في الأمن الرقمي وبناء السلام. نالت منحة لتعليم اللغة الإنجليزية من منظمة "امديست"، وتم قبولها في نموذج محاكاة جامعة الدول العربية الذي من المقرر 19 يوليو المقبل في محافظة سيئون، وتعمل حالياً متطوعة باتحاد نساء اليمن فرع الشمايتين
ــــــــ
احداث اليوم