ما الذي تغيره في واقع النظافة؟
يتساءل البعض - ومن حقهم ذلك- ما الفائدة من تنظيم حملات النظافة، وفي بالهم أن أثر الحملات يقتصر على النتائج الآنية والمباشرة للجهد الجماعي؛ أي تنظيف الشوارع والأحياء والحارات والساحات والمنشآت.
وفي الحقيقة، ثمة فوائد عديدة وثمار كثيرة نجنيها من الحملات، وهذا ما تجب الإشارة إليه.
* أصبحت رؤية كيس مخلفات في شارع أو جزيرة وسطية أمرا يلفت الانتباه ويثير غضب الناس وانتقاداتهم، بينما كان مألوفا أن نرى أكوام القمامة في كل مكان، أي أن مخالفة قواعد النظافة صار هو الاستثناء وليس العكس.
* تنامى الوعي لدى المواطنين بأهمية النظافة بفعل الحملات، وما يسبقها ويتزامن معها من نشاط توعوي، عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
* الحملات جعلت من النظافة قضية محورية تمثل أولوية للجميع؛ بسبب ارتباطها المباشر بالبيئة والصحة.
* تحولت أعمال النظافة من واجب محصور في القطاع المعني- بمسؤوليه وعماله ومعداته- إلى مسؤولية مجتمعية.
* تعزز الحملات الشعور بالانتماء للوطن والمجتمع.
* تضع الحملات الجميع أمام حقيقة أن كلا منا لا يعيش في جزيرة معزولة، وأن سلوك أحدنا يؤثر في الآخرين سلبا أو إيجاباً.
* تمنح الحملات كل المواطنين فرصة المشاركة في جهد جماعي ينطلق من أهمية التعاون في مواجهة المشكلات والمخاطر، ولعل أزمة كورونا كان لها تأثير إيجابي في هذا المجال.
* حملات النظافة يتجاوز تأثيرها حاضرنا أو واقعنا على المدى القريب، إلى كونها تؤسس للمستقبل؛ نتيجة مشاركة الأسرة، وترسيخ سلوك النظافة لدى الأطفال، إضافة إلى تأثير مشاركة القطاع التربوي في الحملات.
إذن، فحملات النظافة ليست أمرا عابرا أو فقاعة دعائية، وإنما هي قضية كبرى يجب أن نعي مدى أهميتها وعمق أثرها.
هذا ما أردنا قوله استباقاً لحملة 1-1 لكي نساهم فيها بجهد أكبر، ونكون عند مستوى المسؤولية.