تصدرت الناشطة اليمنية سارة علوان واجهة المشهد اليمني واهتمام وتفاعل اليمنيين منذ ليلة أمس، جراء قيامها بمحاولة إنتحار وإطلاق النار على نفسها في أحد فنادق محافظة تعز اليمنية وسط البلاد، ونقلها إلى مستشفى الثورة لانقاذ حياتها.
أجرى الأطباء عملية جراحية أولية للناشطة سارة علوان لإخراج الرصاصة التي استقرت بين قلبها وكتفها، لكن ذلك لم يحدث حتى الان، وعلى الرغم من إفادة شهادات طبية بأن حالتها مستقرة، إلا أن هناك من يؤكد أنها نزفت دماء كثيرة.
وأكد مقربون من سارة علوان أنها مازالت حتى اللحظة تتواجد في العناية المركزة بالمستشفى، كونها ليس بمقدورها التنفس بصورة طبيعية، حيث أنها تتنفس حاليا باسطوانات الاكسجين ، مشيرين بأن هناك عملية جراحية أخرى ستجريها يوم السبت القادم لاستخراج الرصاصة كونها مازالت على قسطرة لسحب السوائل الداخلية.
وكانت شرطة تعز أعلنت ليلة البارحة القبض على أحد المشتبهين بهم بواقعة ابتزاز الناشطة سارة علوان وتهديداته المستمرة لها بنشر كل ما تحصل عليه من صور ومعلومات تخصها في الفلاشة التي تم سرقتها من منزلها قبل 8 أشهر.
وقالت الشرطة في بيانا له على فيسبوك، أن قضية ابتزاز سارة تعود إلى شهر فبراير 2022، ولكنها وصلت إلى الشرطة في مايو من ذات العام، كما لفتت الشرطة أن والد سارة تدخل في اغسطس وطلب من الشرطة وقف القضية، لاتاحة المجال أمام الحل الودي مع الجاني، وهو أحد الجيران الذي يسكن في ذات العمارة السكنية في منطقة عصيفرة بمحافظة تعز.
وتعمل الشابة سارة علوان "في العقد الثالث من العمر" كناشطة في المجال الانساني والحقوقي في محافظة تعز شمال اليمن، ولها الكثير من الأعمال والصور في هذا المجال، لاسيما مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والمهمشين ومرضى السرطان.
وكانت اليمنية سارة علوان أطلقت على نفسها النار مساء الأربعاء في فندق "تاج شمسان" وسط تعز، عقب ما وصفته على صفحتها بالفيسبوك من تعرضها لـ"الابتزاز والخذلان من مجتمعها وأسرتها".
واتهمت سارة اثنين من جيرانها "رجل وامرأة" بالواقعة، وأشارت إلى أنها أبلغت شرطة تعز التابعه لحكومة عدن بالحادثة، ولكن "لم يتم إنصافها حتى من أسرتها"، بحسب ما كتبت في منشورات عديدة على صفحتها الشخصية بالفيسبوك.
ولاقت هذه الواقعة تفاعلا يمنيا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.
وقال الإعلامي والناشط في منظمات المجتمع المدني إبراهيم الذيفاني، على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك": "لا حول ولا قوة إلا بالله، الناشطه وفاعلة الخير وأم مرضى السرطان في تعز سارة علوان، تطلق على نفسها رصاصة، محاولة الانتحار، بسبب ابتزازها من قبل مجموعه من عديمي الإنسانية في تعز".
وأضاف الذيفاني، والذي يبدوا أنه على معرفة شخصية بالفتاة سارة علوان، وسبق أن جمعهما عمل مجتمعي معا: "تواصلت المغدورة بها، بالعديد من الذين يقولون أنهم مع الإنسان ومع المظلومين، لكي يغلقون حسابات المبتزين، لكنهم خذلوها".
ووفقا للذيفاني، فقد "تواصلت (سارة علوان)، بإدارة أمن تعز التابعه لحكومة عدن، لكنهم خذلوها، خذلها الجميع، وخذلها القريب قبل البعيد، فما كان منها إلا أن أطلقت على صدرها رصاصة ، لترتاح من هم الدنيا، ومن ابتزاز الناس".
وتابع: "الآن هي في العناية المركزة، وبإذن الله تنجوا من هذه المصيبة".
وأشار الذيفاني في ختام حديثه، إلى لقاءه الأول بسارة، حيث قال: "عندما كنا في تعز، التقينا مع مجموعة من النشطاء ومن المبادرين وفاعلي الخير، وتفاجأنا بكمية العطاء الذي تقدمه هذه المرأه، همها الأول والأخير الأطفال اليتامى ومرضى السرطان، ومازالت تعطيهم دون توقف".
يذكر أن أقصى عقوبة فرضها المشرع أو القانون اليمني على مثل هكذا حالات تندرج في إطار التهديدات، هي 5 سنوات سجن أو غرامة مالية، وأعطى الحق لقاضي المحكمة بأن يختار الحكم المناسب بين السجن أو الغرامة، أو كليهما معا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ