بلا مياه ولا طعام …أكثر من ألف طالب أجنبي محاصرون بمدينة أوكرانية
على أصوات القصف والغارات الجوية التي لا تتوقف، لا يزال أكثر من 1200 طالب أجنبي عالقين في مدينة سومي المحاصرة بشرق أوكرانيا، ويبدو أن الجهود الدبلوماسية لإجلائهم وإنشاء ممر آمن قد تعطلت، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة “الغارديان”. البريطانية، الثلاثاء 8 مارس 2022.
فقد نفدت المياه من العديد من الطلاب، ويلجأون في بعض الأحيان إلى تسخين الثلج، وطعامهم ينفد أيضاً. ويفكر كثيرون منهم في خضم يأسهم في القيام برحلة محفوفة بالمخاطر للخروج من المدينة والذهاب إلى مدينة بولتافا، على بعد 110 أميال (177 كم) إلى الجنوب.
هروب محفوف بالمخاطر
يوم الخميس 3 مارس دفع أولواسون أديفيمي، وهو طالب طب نيجيري في العشرينات من عمره، وثلاثة من أصدقائه لأحد السائقين 1600 دولار، وهو ما يعادل الرسوم المعتادة بعدة أضعاف، وهربوا.
قال الطالب النيجيري: “كان قلبي ينبض بعنف، لم أعرف ما ينبغي فعله، ولكن ما كنت أعرفه هو أنه من الضروري أن أرحل، فالطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة تم قصفه، وكذلك محطة القطار، لكننا سمعنا أخيراً أن هناك طريقاً آخر يمر عبر الغابات”.
تابع قائلاً: “في ذلك اليوم، اتصل بي السائق ليقول إنه أمام السكن. لم أستحم، ولم أنظف أسناني، ولم أحزم أمتعتي، تركت كل شيء، واكتفيت بجمع أوراقي وركضنا نحو السيارة”.
بعد ساعتين من القيادة، وصلوا أخيراً إلى مدينة قريبة كان الوضع فيها أكثر هدوءاً، وكانوا يقتربون من بولتافا.
سافر أديفيمي في اليوم التالي إلى الحدود المجرية ووصل يوم الأحد 6 مارس/آذار إلى العاصمة المجرية بودابست، ويقيم هناك مع أحد أقاربه. وقال إنه أحس أن هذه الرحلة كانت أشبه بـ”مهمة مستحيلة”.
“عالقون” في أوكرانيا
يحتمي رينيش جوزيف، المنسق الطلابي في جامعة ولاية سومي، وهو من ولاية كيرالا الهندية ويعيش في أوكرانيا منذ 10 سنوات، في نزل الجامعة مع زوجته الأوكرانية وطفلهما البالغ من العمر شهرين، وقال إنه لا توجد مياه جارية في النُّزل منذ أيام وإن الموقف يزداد توتراً.
قال جوزيف: “الأوضاع سيئة هنا، غداً سيكون يومنا الخامس عشر، وهؤلاء طلاب في عمر 17 أو 18 عاماً فقط، وهذه هي المرة الأولى في حياتهم التي يواجهون فيها شيئاً كهذا”.
كما أضاف جوزيف: “لا توجد سوى أربعة أو خمسة طرق يمكننا مغادرة المدينة وأوكرانيا عن طريقها وكلها مغلقة بسبب القتال، والحدود الروسية لا تبعد سوى 40 كيلومتراً، ولكن لا يمكننا السفر إلى روسيا لأن الأوكرانيين لن يسمحوا بذلك. ولهذا نحن عالقون