متابعات : جمعت الأمم المتحدة نحو 9 مليارات دولار في مؤتمرات نظمتها لجمع التبرعات خلال سنوات الحرب بمبرر التصدي للكارثة الإنسانية الاخطر في العالم.
وكان آخر تلك التبرعات ما اعلن خلال مؤتمر المانحين الافتراضي الذي عقد أمس الأثنين والذي استضافته سويسرا والسويد والتي وصلت الى 1.7 مليار دولار غير ان الرقم وصفته الأمم المتحدة بانه مخيبا للآمال , بعد ان كانت المنظمة الدولية تسعى لجمع ما يقارب 4 مليارات دولار .
9 مليارات دولار جمعتها الأمم المتحدة لليمن اين ذهبت؟
المؤتمر اعاد الى الاذهان ما جمعته الامم المتحدة باسم المأساة اليمنية , والتي تحولت الى موضع تستثمرها المنظمات الدولية لجمع الأموال التي تذهب مرتبات ونفقات تشغيلية وفعاليات , ولايصل من هذه المساعدات سوى نذر يسير للمحتاجين والمشردين جراء الحرب في اليمن .
ويقول اقتصاديون ان تلك المبالغ كانت كافية للحفاظ على سعر العملة اليمنية من التدهور , وعندها عدم حاجة اليمن لأي مساعدة من المنظمات الدولية .
وفتحت الاموال الضخمة التي تحصلتها المنظمة الدولية لمساعدة اليمن , الأبواب أمام الاستفسارات حول مصير تلك الأموال .. والتي تشير الى ان منظمات الأمم المتحدة هي المستفيدة الوحيدة من المأساة اليمنية .
احداث اليوم
اليمنيون سيواجهون "حكما بالإعدام" في ظل تراجع تعهدات المانحين
قالت الأمم المتحدة الإثنين أن اليمنيين سيواجهون "حكما بالإعدام" بسبب تراجع تعهدات المانحين، حيث لم يتمكن مؤتمر المانحين الدوليين إلا من جمع أقل من نصف ما يحتاجه هذا البلد الغارق بالحرب لتجنب حدوث مجاعة. وبحسب الأمم المتحدة، سيواجه أكثر من 16 مليون شخص من بين 29 مليونا الجوع في اليمن هذا العام، وهناك ما يقارب من 50 ألف يمني "يموتون جوعا بالفعل في ظروف تشبه المجاعة".
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الإثنين من "حكم بالإعدام" على اليمنيين بعدما جمع مؤتمر للمانحين الدوليين أقل من نصف ما يحتاجه البلد الغارق بالحرب لتجنب حدوث مجاعة.
وناشدت المنظمة الأممية سابقا الدول المانحة التبرع بسخاء لجمع مبلغ 3,85 مليارات دولار لتمويل عمليات الإغاثة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، لكن مجموع التعهدات بلغ في النهاية نحو 1,7 مليار دولار.
وتضمن بيان للأمين العام للمنظمة الأممية أنطونيو غوتيريس "يحتاج ملايين الأطفال والنساء والرجال اليمنيين بشدة إلى المساعدات للبقاء على قيد الحياة. قطع المساعدات هو حكم بالإعدام".
وعبر غوتيريس عن خيبة أمله، قائلا إن التعهدات تشكل تراجعا عن العام الماضي حين بلغ مجموع المساعدات التي تلقتها الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية العاملة في اليمن 1,9 مليار دولار في ظل أزمة فيروس كورونا، وأقل بنحو مليار عن العام 2019.
وأضاف "أفضل ما يمكن أن يُقال عن اليوم هو أنه يمثل دفعة أولى. أشكر أولئك الذين تعهدوا بسخاء، وأطلب من الآخرين التفكير مرة أخرى في ما يمكنهم فعله للمساعدة في تجنب أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود".
وشاركت نحو 100 دولة وجهة مانحة في المؤتمر الافتراضي الذي نظمته الأمم المتحدة والسويد وسويسرا، والذي انعقد على وقع محاولة الحوثيين التقدم نحو مدينة مأرب، آخر معقل للسلطة المعترف بها دوليا في شمال البلد الفقير.
ورأى غوتيريس أن "الطريق الوحيد لتحقيق السلام هو من خلال وقف فوري شامل لإطلاق النار (...) ومجموعة من تدابير بناء الثقة، تليها عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة وبدعم من المجتمع الدولي".
وقال "ليس هناك حل آخر"، مشدّدا على أن الأمم المتحدة "ستواصل تضامنها مع الشعب اليمني الجائع".
كارثة تحل في اليمن
وتضمنت بعض التعهدات الرئيسية، بما في ذلك تعهد الولايات المتحدة بمبلغ 191 مليون دولار والسعودية بمبلغ 430 مليون دولار، أقل من تبرعات العام الماضي من الدول ذاتها. ومع ذلك، قدمت ألمانيا 240 مليون دولار مقارنة بنحو 140 مليون دولار العام الماضي.
وحذر منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك في مؤتمر صحفي عقب انتهاء الاجتماع من أن "الأموال التي تلقيناها اليوم لا تكفي لوقف المجاعة. سنحتاج إلى المزيد من المال".
وأدى نقص التمويل في 2020 إلى وقف برامج إنسانية رئيسية فيما تراجعت نسبة توزيع المواد الغذائية وأُوقفت الخدمات الصحية في أكثر من 300 مرفق صحي.
وبحسب الأمم المتحدة، سيواجه أكثر من 16 مليون شخص من بين 29 مليونا الجوع في اليمن هذا العام، وهناك ما يقارب من 50 ألف يمني "يموتون جوعا بالفعل في ظروف تشبه المجاعة".
كذلك، تحذّر وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن 400 ألف طفل تحت سن الخامسة يواجهون خطر الموت جراء سوء التغذية الحاد في 2021، في زيادة بنسبة 22 بالمئة عن العام 2020.
وقالت منظمة المجلس النرويجي للاجئين في بيان تعليقا على مخرجات مؤتمر المانحين إن "النقص في المساعدات الإنسانية سيقابله فقدان أرواح"، فيما اعتبرت "سيف ذي تشيلدرن" أن "العالم أدار ظهره لمن يعانون" في اليمن.
وجاء في بيان لمدير مكتب منظمة أوكسفام في اليمن محسن صدّيقي أن "اليمن بحاجة ماسّة لزيادة المساعدات وليس تقليصها".
إنهاء الحرب في اليمن
بالنسبة إلى الحوثيين، فإن مؤتمر المانحين مجرد فرصة "لتبييض" صفحة الدول التي تدعم الحكومة وبينها السعودية.
وكتب المتحدث باسمهم محمد عبد السلام في تغريدة على تويتر "المؤتمرات ذات الطابع الإنساني من أجل اليمن في ظل ما يتعرض له من عدوان وحصار لا تساعد اليمن قدر ما تساعد دول العدوان بإتاحة الفرصة لها لتبييض صفحتها".
كما قال المسؤول السياسي في صفوف الحوثيين محمد علي الحوثي "أكبر منحة لليمنيين إيقاف العدوان وفك الحظر الجوي والحصار القاتل"، مطالبا بوقف مبيعات الاسلحة للدول الداعمة للحكومة.
وانعقد المؤتمر على وقع تحرّكات للإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة الحرب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية إلى مسار الدبلوماسية، خصوصا بعدما أنهت دعمها للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في هذا البلد منذ 2015 دعما للحكومة المعترف بها.
لكن الاجتماع يلتئم كذلك على وقع تصعيد عسكري كبير على الأرض مع مقتل مئات الحوثيين وعناصر القوات الموالية للحكومة في معارك طاحنة قرب مدينة مأرب، آخر معاقل السلطة في شمال اليمن، وتكثيف الحوثيين هجماتهم ضد السعودية.
وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الحوثيين على وقف هجومهم في شمال اليمن في كلمته أمام مؤتمر المانحين.
وقال إن على الحوثيين "وقف هجومهم على مأرب (...) والانضمام إلى السعوديين والحكومة في اليمن في اتخاذ خطوات بناءة نحو السلام".
وحذر بلينكن من أن المعاناة لن تتوقف حتى يتم إيجاد حل سياسي بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا.
وقال "المساعدة وحدها لن تنهي الصراع. لا يمكننا إنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن إلا بإنهاء الحرب... ولذا فإن الولايات المتحدة تعيد تنشيط جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب".
وفي هذا السياق، اعتبر لوكوك أن السياسة الجديدة لواشنطن "تشكل أفضل فرصة لإحراز تقدم في اليمن على مستوى السلام والوضع الإنساني".