مدير عام مصنع العودي للتناوير العودي : قانون الاستثمار الجديد يمثل نقلة نوعية في دعم التصنيع المحلي وتحفيز بيئة الاستثمار وخلق فرص عمل..
في سياق اهتمام متزايد بواقع الصناعة اليمنية ومستقبلها، أكد الأستاذ محمد العودي مدير عام مصنع العودي للتناوير أحد أبرز رواد الصناعة الوطنية، أن اليمن تقف اليوم على أعتاب مرحلة اقتصادية واعدة، شريطة تعزيز ثقافة الصناعة محلياً، وتنفيذ قانون الاستثمار الجديد، وتوفير بيئة حماية للمنتج الوطني أمام موجات الإغراق الخارجي.
وأشار العوديً في تصريح خاص، إلى وجود "غياب ثقافي واسع" في المجتمع اليمني تجاه أهمية الصناعة ودورها في نهضة الشعوب. وقال العودي ،"نحن مجتمع مغيّب ثقافياً عن أهمية الصناعة… لا شعراء ولا أدباء ولا كتّاب تطرّقوا لدورها، رغم أنها أساس الحضارة. بل إن أجدادنا من سبأ وحمير كانوا رواداً في الصناعة والتجارة، ويمتلكون نفوذاً بحرياً امتد من اليمن إلى كل محيط البحر الأحمر وإفريقيا".
ولفت العودي إلى أنه وخلال زيارة له إلى أثيوبيا (الحبشة ) وجد آثاراً ونقاط حماية سبئية على سواحل البحر الأحمر، تؤكد هذا الدور الحضاري المبني على الإنتاج والصناعة، رغم أنها كانت صناعات يدوية.
وأكد مدير عام مصنع العوديً أن الدول الكبرى بدأت من "الصناعات اليدوية المتقنة" ثم الآلية . موضحا أن "تركيا بدأت بصناعات بسيطة؛ واليوم أصبحت قوة صناعية. وكذلك بريطانيا أيضاً قامت نهضتها الصناعية على الورش الصغيرة والمكائن البسيطة، لكنها ركزت على تطوير الصناعة حتى أصبحت قوة استعمارية بسبب الثراء الذي حققته من وراء الصادرات الصناعية".
وبين العودي، إن تأخر المنطقة العربية يعود إلى فترة الاستعمار الأجنبي، الذي أحكم سيطرته على الوطن العربي ، ما جعل الشعوب العربية متأخرة في دخول قطاعات التصنيع... وأضاف العودي "أننا اليوم في فترة تنفس من آثار الاستعمار، والمفروض أن ننطلق نحو الصناعة، ونعزز حضورها في ثقافتنا وأدبنا ومناهجنا".
وأوضح العودي أن أهمية الورش الصغيرة هي بمثابة "روح الصناعة" وأساس المصانع الكبرى، مضيفاً ، أن "الصناعة ليست فقط مصانع الأسمنت والحديد…بل الورشة الصغيرة هي البداية. مثل النجارة، الحدادة، السمكرة، الخراطة… هذه الصناعات هي التي تكبر وتتحول إلى الصناعات الكبيرة".
واعتبر العودي أن جودة المنتج هي أساس الثقة، مؤكداً أن مصنعه يحافظ منذ 45 عاماً على أعلى معايير الجودة في جميع خطوط الإنتاج.. وقال العودي "نحن نعتبر أن أي منتج نخرجه من المصنع هو لأولادنا… ولهذا بقيت منتجاتنا في بيوت اليمنيين 30 و40 سنة".
وكشف العودي عن توسع المصنع في إنتاج:ـ التناوير ، وأفران الكعك والفطائر ، والشول الأوتوماتيكية، وأواني التيفال والطلاء الشينكو ، والصحون البيضاء ، والبوتاجازات المنتجة كلياً داخل اليمن لأول مره .. مؤكداً أن القانون الجديد سيفتح آفاقاً جديدة للنهضة الصناعية خلال الفترة القادمة.
وأشاد الصناعي البارز محمد العودي بقانون الاستثمار الجديد في اليمن، واصفاً إياه بأنه "أفضل قانون صدر للصناعة المحلية منذ عقود"، لاحتوائه على بنود تحمي المنتج الوطني وتحد من الإغراق الخارجي.
وقال "نحن لا نستطيع منافسة الصين رغم أن منتجاتنا بنفس الجودة، لأن الحكومة الصينية تدعم صادراتها في الميناء بنسبة 10 إلى 15%… أما نحن فندخل السوق بدون دعم. لكن القانون الجديد بدأ يحمي الصناعة المحلية ويشجع التوطين".
وكشف العودي أنه شارك في اجتماع مؤخراً للجنة المصنعين اليمنيين، حيث لمس "تفاؤلاً كبيراً" من قبل التجار والصناعيين تجاه التغييرات الجديدة.
وأشار العودي إلى أن اليمن تستورد سنوياً أحذية وصنادل لأكثر من 40 مليون مواطن، موضحاً أن هذا القطاع وحده يستنزف ملايين الدولارات من النقد الأجنبي، بينما يمكن تصنيع هذه المنتجات محلياً بسهولة إذا توفرت الارادة عند التجار المستوردين.
وأضاف العودي أن أحد مؤشرات توجه المجتمع نحو الإنتاج هو استيراد اليمنيين لأكثر من 50 ألف ماكينة خياطة خلال عام واحد، مشيراً إلى أن هذا التطور يمثل "بداية تحول حقيقي نحو التصنيع المنزلي والحرفي". متوقعا " أنه خلال ثلاث أو أربع سنوات ستظهر ملامح تحسن اقتصادي حقيقي في اليمن، بشرط توفر السلام والاستقرار".
وكشف العودي أن وزير المالية أكد خلال اجتماع رسمي أن تطبيق قانون الاستثمار الجديد سيوفر 500 ألف فرصة عمل خلال عام واحد فقط، ما يعزز فرص الاستقرار الاقتصادي ويحد من الهجرة والاغتراب.
وأشاد مدير عام مصنع العودي الأستاذ محمد العودي بجهود وزير المالية الأستاذ عبد الجبار أحمد والقائم بأعمال وزير التجارة والاقتصاد الاستاذ سام البشيري بالدور الكبير والجهود الملموسة التي يبذلوها في دعم وتشجيع الصناعات الوطنية، وتفعيل مناخ الاستثمار في البلاد. مضيفا "أننا نثمّن عالياً التسهيلات والإجراءات التي ستساعد في تخفيف الأعباء عن كاهل المصنّعين.